يعيش كل انسان تبعا لاختياراته وقرارته فى حياته , ومصدر هذه الاختيارات عالمه الداخلى و أفكاره ومشاعره , ويستطيع دائما أن يغيرها ويحسنها ليعيش الحياة التى يتمناها ويسعد بها , ومن أهم الأشياء التى تؤثر فى العالم الداخلى لكل منا هى الصورة الذاتية , وحبى وقبولى لنفسى , فعندما أحب ذاتى سأعبر عنها بصورة سليمة وتكون النتيجة أن يحبنى الناس أكثر , بينما اذا كنت لا أحب ذاتى سأعبر عنها بصورة غير ايجابية , فيقل حب الناس لى , حقيقة أن صورتك الذاتية تكونت من مرحلة الطفولة , الا أنك تستطيع أن تغيرها فى أى وقت وأى مرحلة , بما انك يمكنك التحكم فى أفكارك ومشاعرك التى هى نتيجة نوعية أفكارك , فاذا أنت يمكنك أن تتحكم فى حياتك , تحمل المسئولية , وضع هذا الجملة دائما نصب عينيك ” أنت الشخص المسئول عما تشعر به ” .
قبول الذات يبدأ بالاعتراف بالحقيقة وقبول نفسك كما هى , جسدك هو أنت , ان لم ترض عن جسمك أو سنك , فكأنك لا تقبل نفسك كانسان , اقبل نفسك وركز على مناطق القوة لديك وهى لا تعد ولا تحصى , تذكر دائما انك أنت الذى تحدد قيمة نفسك , ولست فى حاجة لأن تعرض الأمر على الأخرين , اذا اعتمدت على الأخرين فى تقدير ذاتك فذلك يعتبر تقديرا لهم هم , ان حب الذات معناه أن تحب نفسك ولا تطلب من الأخرين أن يحبوك , ابدأ بنفسك , اذا كنت لا تشعر بقيمة ذاتك وليست لديك عاطفة الحب نحوها فان منحك الحب للأخرين عندئذ يصبح أمرا مستحيلا , لانك اذا أصبحت غير قادرا عن أن تمنح حبك للأخرين فانك لا تستطيع أن تتلقاه منهم , ان الشعور بالغيرة هو نوع من أنواع التقليل من قيمة الذات , قبول ذاتك وحبك لذاتك ليست أنانية , الأنانية أن تحب ذاتك فقط , انما قبول الذات وحبها هو أساس لقبول الأخرين وحبهم , قبول الذات ليس معناه عدم محاولة تغييرها أو تحسينها , هناك فرق بين الاتكال والتواكل , الاتكال على الله هو أن أفعل كل ما أستطيع فعله لتحسين نفسى وتطويرها و أن كل اتكالى على الله , أما التواكل هو أن أقبل نفسى بعيوبها ولا أسعى ابدا لتغييرها , احذر هذه الجمل : هذا ما أنا عليه & قد تعودت على هذه الطريقة & لا يمكننى أن امنع نفسى & هذه طبيعتى . لانك كانسان لا تستطيع أن تمنع أو تقاوم التغيير , والانسان يملك قدرة على التغيير فى اى مرحلة من مراحل عمره , فهى طبيعة الحياة , الدليل القاطع والوحيد على وجود حياة فى شئ هو نموه , المهم الى أين يتجه نموك ؟ نحو هدفك وحلمك ؟ أم فى الاتجاه المعاكس ؟ .
راقب كل قرارتك واختياراتك فى الحياة الى أين تتجه بك ؟ ركز على جمال الحاضر والواقع , احرص على استغلال كل لحظات حاضرك حتى تحقق لنفسك أعلى درجة من درجات الاشباع وتحقيق الذات , اننا بقبول الذات وحبها وتطويرها باستمرار نسعد بحياتنا ويكون يومنا حلو و جميل وبنعمة ربنا بكرة أحلى .
د . ميلاد فايز موسى
مؤسس المركز الهولندى للتنمية البشرية بهولندا