العنوان سليم وليس به خطأ مطبعي، يمر العالم اليوم بأخطر تحد صحى في هذا العقد من الزمن، و دليل الخطورة يتضح من الاجراءات التي تتخذها الحكومات على مستوى العالم، و التطور السريع كل يوم في تشديد الاجراءات التي لم نكن نتخيل حدوثها، و دعونا لا نتحدث عن خطورة هذه المرحلة، بل نركز سويا فيما داخلها من ” منحة داخل المحنة ” .
الظروف الحالية تدفع كل انسان لأن يخصص وقتا للقضاء مع انسان عزيز عليه لا يراه الا نادرا …. مع نفسه !! ، ان ظروف الحياة المتسارعة و لهثنا وراء تحقيق احلامنا قد حرمتنا من أن نخصص وقتا للانفراد بأنفسنا، أن اللحظة التي يجلس فيها الانسان مع نفسه يراقبها ويقيمها هي اللحظة التي يستحق عليها لقب انسان . و لكى نحقق اكبر قدرا ممكنا من هذا الوقت الثمين يجب ان نستغله في طرح الاسئلة الصائبة على انفسنا، حياتنا تتغير تماما عندما تتغير نوع الاسئلة التي نسألها لأنفسنا .
السؤال الأول : هل أنا راضي عن حياتي ؟ والى أي مدى ؟ هل حققت ما يجب أن أحققه في الحياة تبعا لكل المواهب والامكانيات الممنوحة لي ؟ بمعنى اننا فعلا لو قريبين من النهاية هل أنا راضي ؟ . هل حققت المعنى من حياتي ؟ بالتأكيد لي دور وهدف الهى من حياتي، هل وجدته ؟ و قمت به ؟ .
السؤال الثاني : كيف أحب تقييم حياتي ؟ هل بمقدار ما أملك من ممتلكات وأموال بالبنوك ؟ أم بمقدار ما أملك من ذكريات سعيدة عشتها ؟ أو ذكريات سعيدة للأخريين كنت مشاركا وسببا في تحقيقها ؟ , الفلوس والمقتنيات شيء مهم في الحياة . و انما لابد أن تكون في مكانها السليم في ترتيب قيمنا للحياة، فأولا العلاقة مع الله ثم الصحة ثم علاقاتنا مع الاخريين ثم المال، المال قيمته في انه احدى الوسائل لتحقيق السعادة و لكنه ليس غاية، عندما نضحى بسعادتنا من أجل المال يكون وقتها لا قيمة له , الانسان الذى كل ثروته في الحياة مال هو أفقر واحد , لأنه يحرم نفسه من السعادة من اجل المال . ركز على السعادة لأن السعادة ليست فيما تمتلك بل ان تستمتع بما تمتلك.
السؤال الثالث : لو منحت حياة جديدة بنفس إمكانياتي هذه، ماذا سوف افعل بها ؟ و ماذا سوف احقق ؟ وما الذى يمكنني تحقيقه الان ؟
السؤال الرابع : ماذا لو انتهت ازمة كورونا و منحت سنوات اضافية لحياتي، ماذا سوف أفعل بعد ان واجهت وصارحت نفسى ؟ ما الذى سيتغير بحياتي من اليوم ؟ هل علاقتي بربنا ح تكون أفضل ؟ هل تواصلي مع الأخريين حبيكون اصدق و افضل ؟ ما هو الشيء الأساسي الذى سوف يتغير في حياتي ؟
في التنمية الذاتية يوجد تمرين قوى جدا عندما نطبقه يحدث تغييرا كبيرا في حياتنا:
1- اكتب الاحداث الرئيسية التي مرت بحياتك . و اعمل منها قصة فيلم و امنحه عنوانا .
2- اكتب تكملة الفيلم من اليوم وحتى نهايته كما تتمنى .
3- قم بدور البطولة من اليوم لكى تحقق ما كتبت .
اهتمامنا وتقديرنا للجلوس مع انفسنا و تطبيق ما كتبناه له اثر كبير على حياتنا . و احيانا جلسة صادقة واحدة مع النفس تقوم بتغير كبير في حياتنا، تذكر دائما انك بالنسبة للوحة حياتك و انت لست مجرد فرشاة او الوان، و انما انت بنفسك الفنان . ابدأ بتغيير عاداتك فتتغير حياتك، و بتغيير تفكيرك فيتغير مصيرك . بمواجهة أنفسنا و تقويم ما يجب تقويمه سنجعل من يومنا حلو . و بنعمة ربنا بكرة أحلى .
د. ميلاد فايز موسى