الحياة أحداث و مشاعر
مر فى حياتنا اليومية عشرات من الأحداث المختلفة والتي يصاحبها مشاعر مختلفة. ونستطيع أن نلخص حياتنا فى أن الحياة = الأحداث + المشاعر، اننا قد لا نستطيع أن نتحكم فى الأحداث أحيانا، الا أننا نستطيع أن نتحكم فى المشاعر دائما، الانسان الذى يسيطر على حياته و ينهى مشاعر القلق داخله هو الانسان الذى يكتشف نعم الله فى حياته ويركز عليها وعلى ما يتمتع به فى الحياة، أن التحكم فى المشاعر له دورا كبيرا على سعادتنا و نجاحنا فى الحياة، أثبتت الأبحاث أن الاشخاص ذو الشخصيات المؤثرة و ذو الجاذبية العالية هو أشخاصا عاديون يشعرون بمشاعر ايجابية معظم أوقاتهم رغم انهم مثل باقي البشر يمرون بظروف غير ايجابية احيانا، لكنهم يعرفون كيف يتصرفون تجاهها، انك لا تستطيع تغيير ظروفك الغير ايجابية بالمشاعر من نفس النوع، انما تستطيع أن تغير مشاعرك، والمشاعر الايجابية سوف تغير ظروفك بطريقة لا تخطر على بالك.
المشاعر لها علاقة قوية جدا بالصحة، فرغم كل الاختراعات والاكتشافات فى مجال الطب والصيدلة الا أن الامراض تنتشر و تزداد، يرجع ذلك الى ان الناس يركزون فى المرض والخوف من المرض اكثر من أى عصر سابق و لا يتحكمون فى تفكيرهم وتركيزهم، و مشاعرهم، مشاعرك وأحاسيسك تؤثر فى كل خلية فى جسدك و فى كل عضو فيك، عندما تكون مشاعرك ايجابية و تعطى حبا تتدفق قوة صحية شافيه فى كل جسدك، و عندما تكون مشاعرك غير ايجابية وكلها غضب يضغط القلق على أعصابك وتغير كيمياء جسدك وتنكمش شرايين الدم ويصبح تنفسك سطحيا، وكل ذلك يقلل ويضعف من قوة الصحة والشفاء فى جسدك، أنت تؤثر فى جيش مكون من 100 بليون خلية بداخلك عن طريق أفكارك ومشاعرك و اعتقاداتك، قوتنا الطبيعية التي داخلنا والممتلئة بالحب هي فى الحقيقة تشفى كل الامراض.
أفضل طريقة للتحكم فى مشاعرك هي تغليفها جميعا بالحب، الحب هو الى ينقى كل المشاعر، هو أساس كل المشاعر الايجابية، لان كل المشاعر الغير ايجابية تأتى من الافتقار الى الحب، الحب هو القوة التي تربط كل الأشياء ببعضها، لو كان كل البشر فى العالم يحبون بعضهم، لن يقوى الأقوياء على الضعفاء البسطاء، ان الفقر الحقيقي الذى يواجهه العالم اليوم هو الافتقار الى الحب، احرص من الأن أن تملأ حياتك بالحب، أى مشكلة أو تحديات فى العلاقات لن تحل الا عن طريق الحب، راقب مشاعرك تجاه نفسك والأخرين، تعود على التسامح والشكر و العطاء والسعادة، لابد أن تشعر تجاه نفسك بالسعادة لكى تستطيع أن تمنحها للأخرين و تتلقى الكثير من سعادة الأخرين.
المشاعر الايجابية المشبعة بالحب تكون مثل النافورة التي يخرج منها ينبوع الحياة لمدة طويلة، وعدم الحب هو الذى يؤدى للشعور بالشيخوخة، اننا بالتحكم فى مشاعرنا وتركيزنا على كل ما هو إيجابي فى الحياة، وتغليف كل علاقاتنا بالحب والتسامح و الشكر، نسعد بحياتنا ويكون يومنا حلو وبنعمة ربنا بكرة احلى.
د. ميلاد فايز موسى
مؤسس ورئيس المركز الهولندى للتنمية البشرية بهولندا
